بسم الله الرحمن الرحيم.. أنا شاب ابلغ من العمر 27 عاما لم أعان اى مشكلات فى حياتى لمده 26 سنه ونص إلا اخر 6 شهور فحدثت أشياء كثيره جدا لم اقو على ان اتحمل ما امر به
بدايه من وفاه والدى وما تركه من اثر نفسى مؤلم فإلى الان لم اتخيل انه قد مات وانى لن اراه ثانيه واعيش بروحه ثانيا
تركت خطيبتى بعد قصه حب 6 سنوات وخطوبه سنتين واسباب تركى لها انى لم اشعر معها بالامان وبالاخص بعد وفاه الوالد على رغم حبى الشديد لها لم ابدى اى تمسك بها وهي ايضا وكل ذلك لسبب تافه
كان كل منا يقدر ان يتغاضى عنه لكنه النصيب كما قال اهلنا وبعده بفتره قليله وتحت ضغط الاهل قررت الخطوبه من اخرى
وفى هذه الفتره كانت اختياراتى قائمه على مقومات غير صحيحه أى أريد مجرد زوجه وام للاولاد ولا يعنينى مدى التفاهم وانسانه تقدر مشاعرى وبعد اقل من شهر قمت بفسخ الخطوبه
وأنا الان أعيش اصعب ايام حياتى فاقد الثقه فى نفسى وجميع الناس واحب ان انوه الى شيء ما اننى اشعر بالمثليه الجنسيه ولكنه شعور مؤقت فى لحظات عدم الثقه بالنفس وعدم الرضا
ولكنه مجرد شعور بداخلى لم ولن أمارسه ولكنى أشعر انى انسا ناقص على الرغم من انى انسان ناحج في حياتى العمليه ومحبوب من معظم من اتعامل معهم فساعدونى ان اتجاوز هذه الفترة الصعبة
أهلا وسهلا بالأخ الكريم محمد من مصر.
الأخ الكريم أنت مررت بظروف من الحزن والفقدان لمن تحب وهو الوالد رحمة الله علية وهذا ما أصابك من فترات من الحزن والإحباط وأفقدك القدرة على ضبط توازنك النفسي في فترة كنت تحتاج فيها للمساندة والدعم لمن حولك.
وواضح في ترك خطيبتك الأولى هو عدم إحساسك لمساندتها لك وتفهمها للحدث الذي مر بك وهو فقدان الوالد رحمه الله وخطبتك للمرة الثانية كان على عدم اقتناع رغبتك في نسيان الحب الأول بالارتباط بأخرى على الرغم من إدراكك لعدم التفاهم والتقارب فيما بينكم والانفصال كان الحل الأمثل لأن الاختيار كان على غير أسس مقنعه تجعلك تستمر.
وبالنسبة لما تعانى منه من مشاعر عدم الثقة بذاتك وبمن حولك أمر ناتج عن الشعور بالإحباط وفقدان التدعيم والمشاعر الايجابية وعندما يفقد الإنسان ثقته بنفسه مع غياب الهدف وعدم الاتزان النفسي لديك تشعر بغياب دورك الذكرى وقدرتك كذكر كامل الذكورة بدليل قدرتك على الحب والارتباط وثقتك بذكورتك في تلك الفترات.
الأخ الكريم محمد أنت تحتاج إلى تصديق الواقع في وفات والدك وما عليك إلا بالدعاء بالرحمة له ولنا جميعا مع الصلاة من أجله وتتقبل قضاء الله بصدر رحب.
وعليك باستعادة ثقتك بذاتك وبمن حولك من خلال العودة إلى مزاولة نشاطاتك التي كنت تزاولها من قبل وعلاقتك بالآخرين من أصدقاء ومقربين وتتقابل معهم لتفك قيود عزلتك وتعود لمباشرة علاقتك من جديد.
وبالنسبة للعلاقة مع الجنس الآخر عليك باتخاذ فترة هدنه بسيطة تستعيد فيها ثقتك بنفسك حتى تثقك بمن حولك.
الأخ محمد حاول في تلك الفترة أن تبحث عن ما هو جديد تشغل به وقت فراغك وإحساسك بالوحدة وقلة الثقة بذاتك مثل تعلم شيء جديد ممارسة رياضة المشي تكوين علاقات اجتماعية إيجابية الانخراط في عمل تحبه التعرف على إيجابيات شخصيتك من جديد ووضع أهداف واقعية تعمل على تحقيقها في الست شهور القادمة تستعيد بها ثقتك بنفسك.
لا تجلس منفردا بذاتك كثيرا حتى لتعطى الفرصة للأفكار السلبية تهاجمك وتسيطر عليك بل حاربها بالأفكار الإيجابية المدعومة بالتفاؤل والإيجابية والنظرة الجيدة للمستقبل فأنت شاب في مقتبل حياتك ولديك الطريق المفروش بالأمل والإيجابية فاستثمر وقتك من جديد ولتجعل الوقت يقطعك بل اغتنم وقتك وخطط.
ونفذ ولا تضيع وقتك في الندم على اللبن المسكوب بل املأ الكوب من جديد والنظر إلى الغد على أنه أفضل من اليوم وعليك بتعلم الأشياء التي تثقل شخصيتك وتزيد من مهاراتك ولا تركز على الماضي وأحزانه بل تعلم من أخطاء الماضي لا تجنبها في المستقبل واعلم أن كل خبرة تمر بها تثقل من شخصيتك وتزيدها اتساع في المدارك والخبرات.
الأخ الكريم: عليك أن تؤمن بذاتك وخبراتك وتاريخك الماضي وثقتك في مستقبلك الآتي:
واعلم أن مشاعرنا هي نتاج لطريقة تفكيرنا فكلما كنا أكثر تفاؤلا وإيجابية كلما كنت مشاعرها أكثر هدوء وثبات.
لك منى كل التحية والتقدير وأتمنى التواصل معنا ونحن دائمًا بجانبك لنخطو سويا الطريق الصحيح على أمل اللقاء لتطمئن على ما توصلت إليه من نتائج إيجابيه بإذن الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: د. أحمد فخري هاني
المصدر: موقع المستشار